بداية المشوار الموسيقي / الاحتراف
بعد
التخرج من الجامعة في يونيو / حزيران عام 1976 , قرر ياني تجربة حظه مع
الموسيقى وذلك بالاستمرار في الجولات الموسيقية مع فرقة الروك أند رول التي
انضم اليها , وكان اسمها Zed .
في
البداية , كان ياني مجرد عازف للكيبورد في الفرقة التي تقدم أغاني مشهورة
في السبعينات . بالطبع , كانت الحفلات تقام في النوادي الليلة والمقاهي .
ولكن , كأي فرقة روك أند رول صغيرة , لم تدم Zed طويلا .
انتقل
ياني بعد ذلك الى فرقة اخرى اسمها Archangel , ولكن هذه المرة هذه الفرقة
لم تقدم اغاني الاخرين , بل كانت تقدم موسيقاها الخاصة . أيضا لم تدم تلك
الفرقة طويلا .
من فرقة
الى أخرى , ومن تجربة الى أخرى , ظل ياني بتخبط هنا وهناك , ليجد نفسه في
النهاية مفلسا وبدون منزل يأويه ! لم يجد أمامه سوى شقيقته وزوجها ليلجأ
اليهما باحثا عن مكان يأويه لبعض الوقت . ولكن تجاربه مع فرق الروك أند رول
كانت كافية لاقناعه بأنه يملك شيئا يقدمه للناس وللموسيقى , وموهبته
الموسيقية وقدرته على التأليف قد بدأت بالتبلور .
مستخدما
القبو موجود في منزل اخته , وبعض الاجهزة المتواضعة من كيبورد ومكبرات صوت
ومسجل , أنشأ ياني " الاستوديو " الاول الخاص به . وبدأ بالتأليف الموسيقي
وتسجيل ما يؤلفه على اشرطة كاسيت , ليعاود الاستماع اليها مرارا وتكرارا .
في هذه
المرحلة بالذات , كان قد انتهى من تاليف Butterfly Dance و Farewell ,
وكانت فكرة Marching Season تداعب مخيلته ويسمعها تعزف في رأسه ! ولكن
صعوبة المقطوعة أجبرته على ان يعزفها ويسجلها على مرحلتين . المرحلة الاولى
العزف باليد اليمنى , ثم العزف باليد اليسرى . لم يكن من طريقة اخرى لفعل
ذلك ! المقطوعة في رأسه وكان لابد من ان يخرجها ويسجلها على الكاسيت .
في عام
1980 , كان ياني قد انتهى من تأليف البومه الاول Optimystique , وبمساعدة
صديق قديم له , استطاع تسجيله في احد الاستوديوهات مستغلا عدم انشغالها
ليلا . انتهى تسجيل الالبوم مع نهاية صيف ذلك العام , ولكن ماذا بعد ؟
قام ياني
بارسال البومه المسجل على شريط كاسيت الى عدة شركات تسجيل , ولكن الرد
الذي كان يأتيه في كل مرة واحدا : لسنا مهتمين ! لا يمكننا بيع وتسويق
موسيقى من هذا النوع !
لم يكن أمامه من خيار سوى ان يقوم بنسخ البومه وتوزيعه في المدينة بنفسه .
في
تلك الأثناء , كانت فرقة الروك أند رول Chameleon تشق طريقها بخطى بطيئة
وثابتة في المنطقة, كان ياني قد سمع بهذه الفرقة , وبواسطة نفس الشخص الذي
ساعده على تسجيل ألبومه , تعرف ياني على أعضاء تلك الفرقة شخصيا أثناء
وجودهم في نفس الاستوديو الذي قام ياني بتسجيل ألبومه الأول فيه حيث كانت
Chameleon أيضا تسجل ألبومها الأول .
استمعوا
الى ألبوم ياني " غير المنشور " وأعجبتهم ألحانه وطريقة عمل الشاب ياني
فطلبوا منه العمل على ألبومهم كمنتج موسيقي وادخال بعض وصلات الكيبورد الى
ألبومهم الأول والذي يحمل نفس اسم الفرقة Chameleon .
فيما بعد
, قام ياني بمساعدة الفرقة في التحضير لترويج ألبومها من خلال اعداد
المسرح والصوتيات اللازمة , وقام بالمشاركة كعازف كيبورد لمرة واحدة في
حفلة واحدة . ثم انطلقت الفرقة في أرجاء البلاد للترويج لألبومها الجديد ,
وعاد ياني الى قبو بيت أخته الى ما كان فيه .
ولكن ,
تشارلي أدامز , عازف الايقاع في تلك الفرقة ما كان ليترك ياني , وظل على
اتصال معه بين الفترة والأخرى يطلب منه القدوم معهم في الحفلات الترويجية
التي يقومون بها . ولكن ياني كان قد أخذ حصته الكافية من التجول هنا وهناك
مع فرق الروك أند رول , حيث لم يكن الأمر سهلا على الاطلاق . ولكن تشارلي
ازداد اصرارا على محاولة اقناع ياني المشاركة معهم .
في
النهاية , توصل تشارلي الى طريقة لاقناع ياني بالتجول معهم لمدة شهر فقط ,
واذا لم يعجبه الوضع ان يعود الى ما هو فيه . يظهر ذكاء تشارلي جليا في
محاولة مفاوضة ياني على المشاركة معهم , وخصوصا انه بدلا من ان يبقى معهم لمدة شهر , استمر مع الفرقة لأربع سنوات متتالية !
وجود ياني في فرقة Chameleon أكسبته
خبرة جيدة في التعامل مع الاضاءة والمؤثرات الصوتية , والأهم من ذلك
التعامل مع الجمهور بشكل مباشر .
بعد أربع
سنوات , وبعد عدة محاولات فاشلة لتوقيع عقد مع شركة انتاج وتوزيع موسيقية ,
انفصلت فرقة Chameleon . بعد ثمانية أعوام من التنقل والتجول مع فرق
الروك أند رول , عاد ياني الى القبو في منزل أخته مرة أخرى, ولكن هذه المرة
بوضع أسوأ مما كان عليه قبل اربع سنوات , عاد مفلسا وبدون أجهزة !
تبرع أخوه بمساعدته بمبلغ خمسين ألف دولار ليعود من جديد ويشتري الأجهزة اللازمة للعزف والتسجيل . فيما بعد , وبمساعدة صديق اخيه , استطاع
الدخول في عالم الاعلانات التجارية وبدأ بتأليف الموسيقى التصويرية
المصاحبة للاعلانات . بالتزامن , كان يؤلف الموسيقى لنفسه , ويرسل
التسجيلات الى شركات الانتاج بحثا عن فرصة لتوقيع عقد مع شركة انتاج لتبني
أعماله وتوزيعها . ليأتيه الرد في عام 1985 من شركة Private Music انهم
على استعداد لاطلاق البوماته .
صاحب شركة الانتاج تلك كان متحمسا عند سماع ألبوم
ياني " الأول " Optimystique والذي قوبل بالرفض على مدار خمس سنوات , و
وقع معه عقد توزيع ألبومه الاول , بالاضافة الى ثلاث ألبومات أخرى .
لاحقا , علم ياني ان صاحب شركة الانتاج تلك همس لأحدهم بعد توقيعه العقد مع ياني بقوله : لقد أكتشفت Vangelis الجديد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق