شبابـه , دراستـه الجامعية
عندما بلغ ياني الثامنة عشر , كان والداه قد قررا مصير الاولاد سلفا , استكمال الدراسة الجامعية في الولايات المتحدة .
قام
الوالد ببيع بيته والانتقال الى بيت بالاجرة , وذلك لتغطية التكاليف
الباهظة لارسال اولاده الثلاثة الى الولايات المتحدة للدراسة . الأخ الاكبر
لياني , يورغو , كان قد ذهب الى امريكا قبل ياني بسنة لدراسة الهندسة
الكيميائية . ليلحق به ياني بعد ذلك بغرض دراسة علم النفس في جامعة
مينيسوتا . كان ذلك في 8 نوفمبر / تشرين الثاني 1972 .
كأي شاب
يسافر الى بلاد أجنبية , واجه ياني صعوبات في اللغة وفي التعامل مع الحياة
الاجتماعية في تلك البلاد , وبالتأكيد فرق الظروف الجوية !
ولكن
يبدو ان صعوبة اللغة في البداية , وصعوبة دراسة علم النفس , دفعا الشاب الى
الاجتهاد أكثر , وحصوله على علامات امتياز باستمرار . ذلك أدى الى تبنيه
من قبل الجامعة في نظام ما يسمى المنحة scholarship . مع العلم ان الطالب
الاجنبي يدفع ما مقداره ثلاثة أضعاف مصاريف دراسة مقارنة بالطالب الامريكي .
تفوق ياني وحصوله على المنحة الدراسية في الجامعة وفر الكثير من العناء على والده بما يخص المصاريف المالية .
أثناء
الدراسة الجامعية , كان الاهتمام الموسيقي حاضرا , وضروريا في نفس الوقت.
من جهة كانت وسيلته للراحة ورفع معنوياته وهو بعيد عن وطنه وأهله , ومن جهة
أخرى جعلته اكثر شعبية بين اقرانه من الطلاب.
كان يعزف
على بيانو موجود في السكن الجامعي . تدريجيا , ومع ردود الافعال الجيدة من
الطلاب الموجودين في السكن , أصبح ياني بصطحب معه مسجل كاسيت لتسجيل ما
يعزفه على البيانو , وليستمع اليه فيما بعد .
حتى ذلك
الوقت لم يكن ياني يفكر في احتراف الموسيقى , كان كل تفكيره منشغلا في
الدراسة والتحصيل العلمي من جهة , والعمل لتغطية مصاريفه من جهة أخرى .
ولكن , الصراع الداخلي كان موجودا , لم يكن ياني يتخيل نفسه يعمل كطبيب او
معالج نفسي ليجلس في عيادة وينادي على المريض التالي ! ولكن , هل من بديل ؟
بدأ
التعامل مع الموسيقى بشكل "شبه جدي" عندما اقترح احد اصدقائه ان يعمل كعازف
"كيبورد" مع احدى فرق " الروك أند رول " المحلية المنتشرة , بدلا من
العمل في غسل الصحون وتدريب الاطفال على السباحة . فكر ياني وقرر انه لا
مانع من التجربة, ففي النهاية المتعة والمردود المالي أفضل بكثير .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق